لعبة القوة في العمل: كيف يتقدم المؤذون ويتأخر الطيبون؟

▶ شاهد هذا الفيديو على يوتيوب

 

في عالم مثالي، يفترض أن يحصل الأكثر كفاءةً واجتهادًا على التقدير والترقية.
لكن في الواقع، المشهد مختلف تمامًا.
أحيانًا، ترى زملاءً يفتقرون للأمانة أو النزاهة، ومع ذلك يتقدّمون بسرعة، بينما الموظفون الطيبون يظلون في الظل، ينتظرون أن تُنصفهم العدالة… التي قد لا تأتي أبدًا.

1. السيطرة على الصورة أمام الإدارة

الشخصية المؤذية تتقن فن التسويق الذاتي.
تعرف متى تتحدث عن إنجازاتها ومتى تصمت، بل أحيانًا تُزيّن الحقائق أو تنسب مجهود الآخرين لنفسها.
هذا لا يعني أنهم أكفأ، بل أنهم أبرع في الظهور بمظهر الكفاءة.
أما الطيب، فيعتمد على أن "العمل سيتحدث عنه"، ناسياً أن من لا يتحدث عن إنجازاته قد يُنسى.

الدرس: إظهار ما تقوم به لا يقل أهمية عن القيام به.

2. الحدود الحادة وحماية الوقت

الأشخاص المؤذون يعرفون متى يقولون "لا"، حتى لو أحرجوا الآخرين.
يرفضون المهام التي لا تخدم مصالحهم أو أهدافهم، فيبقون وقتهم وطاقتهم مركّزين على ما يرفع مكانتهم.
الطيبون، بدافع اللطف أو الخوف من الرفض، يقبلون كل طلب، فيجدون أنفسهم مثقلين بالأعمال، بلا وقت للابتكار أو التطوير.

الدرس: قول "لا" أحيانًا هو حماية لنفسك، لا قلة تعاون.

3. النفوذ وبناء التحالفات

المؤذون يدركون قوة العلاقات.
يستثمرون في تكوين شبكة دعم داخل العمل، حتى لو كان ذلك عبر مجاملات سطحية أو تحالفات مؤقتة.
الطيّب غالبًا ينشغل بأداء عمله وينسى بناء هذه الشبكة، فيكتشف لاحقًا أن القرارات الكبرى لا تُحسم بالكفاءة وحدها، بل بالصلات.

الدرس: العلاقات المهنية أداة نجاح، وليست رفاهية.

4. الجرأة على الإزاحة

المؤذون يرون زملاءهم كعقبات أمام الترقية، وليس شركاء في النجاح.
قد يسعون لإزاحة من ينافسهم بطرق مباشرة أو خفية، كتشويه سمعته أو التقليل من إنجازاته.
الطيبون، من جهتهم، يعاملون الجميع كأصدقاء، ما يجعلهم يتفاجؤون حين يُقصَون من المنافسة دون سابق إنذار.

الدرس: كن ودودًا… لكن لا تكن ساذجًا.

---

الخلاصة

النجاح في العمل لا يتطلب أن تصبح مؤذيًا، لكنه يتطلب وعيًا بالقواعد الخفية للعبة.
الطيبة صفة نبيلة، لكنها تحتاج إلى قوة، وضوح حدود، وجرأة في إظهار الإنجازات حتى تتحول إلى نقطة قوة، لا نقطة ضعف.

فالطيبة وحدها… قد تجعلك محبوبًا،
لكن الطيبة مع الذكاء الاستراتيجي… قد تجعلك ناجحًا.

تنويه: هذه المقالة لأغراض تعليمية فقط ولا يشكل نصيحة طبية أو نفسية أو نفسية-طبية. يرجى استشارة مختص صحي مرخّص للحصول على الدعم الشخصي.

#علم_النفس #بيئة_العمل #التطور_المهني #النجاح #الثقة_بالنفس #المهارات_الوظيفية #القيادة #العمل